مئذنة وبقايا جم الأثرية
مئذنة وبقايا جم الأثرية 17 مارس 2024 في مساحات أفغانستان الشاسعة القاحلة، حيث تهب رياح الزمن بلطف لا يرحم، تقف مئذنة جام مثل كتلة متراصة منفردة تخرج من رمال التاريخ. تتحدى صورتها الظلية النحيلة السماء، وتحمل أحجارها القديمة علامات لا تمحى من ماضي المنطقة المضطرب. في تقلبات الذاكرة الجماعية، تهمس بقايا دجام الأثرية بقصص منسية عن المجد والعظمة. كانت هذه الأرض في يوم من الأيام موطنًا لمدينة فيروزكوه، واحة الثروة والمعرفة في قلب الصحراء. وكانت القوافل تجلب كنوز المشرق مقابل السلع النادرة، بينما كان العلماء يتبادلون الأفكار تحت ظلال القصور. وفي وسط هذه المدينة الصاخبة يقف مسجد الجم بمئذنته المهيبة كمنارة سماوية ترشد النفوس إلى النور الإلهي. ورددت جدران المسجد دعوات المؤمنين الحارة، بينما وقفت المئذنة بأنماطها الهندسية ونقوشها الخطية رمزا للتقوى والجمال. لكن التاريخ غالبًا ما يكون متقلبًا، والممالك المزدهرة يمكن أن تجرفها زوابع القدر. أخيرًا مزقت الغزوات والحروب والصراعات حجاب السلام عن فيروزكوه، تاركة المدينة في حالة خراب ومئذنة جام باعتبارها آخر بقايا صامتة من حقبة ماضية. اليوم، بينم